إسحاق بن سليمان عن أبي أحمد قال: كان عمر بن عبد العزيز ليس له هجّيري «١» إلا أن يقول: [طويل]
تسرّ بما يبلى وتفرح بالمنى ... كما اغترّ باللذّات في النوم حالم
نهارك، يا مغرور، سهو وغفلة ... وليلك نوم والردى لك لازم
وسعيك فيما سوف تكره غبّه ... كذلك في الدنيا تعيش البهائم
كم من مستقبل يوما ليس بمستكمله، ومنتظر غدا ليس من أجله؛ لو رأيتم الأجل ومسيره، وبغضتم الأمل وغروره «٢» . [كامل]
لا يلبث القرناء أن يتفرّقوا ... ليل يكرّ عليهمو ونهار
يحيى بن آدم عن عبد الله بن المبارك عن عبد الوهاب بن ورد عن سالم ابن بشير بن حجل عن أبي هريرة: أنه بكى في مرضه فقال: أما إنّي لا أبكي على دنياكم ولكنّي أبكي على بعد سفري وقلّة زادي، وأني أمسيت في صعود مهبطه على جنة أو نار، ولا أدري على أيّهما يؤخذ بي!.
أبو جناب قال: لما احتضر معاذ قال لجاريته: ويحك! هل أصبحنا؟
قالت: لا؛ ثم تركها ساعة ثم قال لها: أنظري! فقالت: نعم؛ فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار! ثم قال: مرحبا بالموت، مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم! اللهمّ إنك تعلم أنّي لم أكن أحبّ البقاء في الدنيا لكري «٣» الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن كنت أحبّ البقاء لمكابدة الليل الطويل ولظمأ الهواجر في الحرّ الشديد ولمزاحمة العلماء بالرّكب في حلق الذّكر