عمرو أهله فقال: لا تبعثوا للحارث باللبن فإنا لا نأمن أن يردّه علينا؛ وانقلب الحارث إلى أهله فقال: هل أتاكم اللبن؟ قالوا: لا؛ فلما راح الحارث بعمرو قال: يا هذا لا تجمعنّ علينا الهجر وحبس اللبن؛ فقال: أمّا إذا قلت هذا فلا يحملها إليك غيري، فحملها من ردم «١» بني جمح إلى أجياد «٢» .
وبعث النضر بن الحارث إلى صديق له يسكن عبّادان بنعلين مخصوفتين وكتب إليه: بعثت إليك بهما وأنا أعلم أنّ بك عنهما غنى، ولكني أحببت أن تعلم أنك مني على ذكر.
وقال بعض الشعراء:[من مجزوء الكامل المرفّل]
إنّ الهديّة حلوة ... كالسّحر تجتلب القلوبا
تدني البغيض من الهوى ... حتى تصيّره قريبا
وتعيد مضطغن العدا ... وة بعد نفرته حبيبا «٣»
أهدى رجل إلى صديق له عبدا أسود؛ فكتب إليه: أمّا بعد، فلو علمت عددا أقلّ من واحد أو لونا شرّا من الأسود لبعثت به إليّ. وهذا نظير قول الآخر وقد سئل كم لك من الولد؟ قال: خبيث قليل؛ قيل: وكيف؟ فقال: لا أقلّ من واحد ولا أخبث من بنت.
أهدى رجل إلى بعض الأمراء هدية، فكتب إليه الأمير: قد قبلتها بالموقع ورددتها بالإبقاء.