وعن شيبان عن أبي هديّة عن أبي هلال قال: قال بكر بن عبد الله لقوم عادوه فأطالوا عنده: المريض يعاد، والصحيح يزار.
عاد قوم عليلا فأطالوا عنده، فقال لهم: إن كان لكم في الدار حقّ فخذوه وانصرفوا.
عاد رجل رقبة، فنعى رجالا اعتلّوا مثل علّته، فقال له رقبة: إذا دخلت على مريض فلا تنع إليه الموتى، وإذا خرجت من عندنا فلا تعد إلينا.
عاد أعرابيّ أعرابيّا فقال: بأبي أنت! بلغني أنك مريض، فضاق والله عليّ الأمر العريض، وأردت إتيانك فلم يكن بي نهوض؛ فلما حملتني رجلان، وليستا تحملان؛ أتيتك بجرزة «١» شيح ما مسّها عرنين قطّ «٢» ، فاشممها واذكر نجدا، فهو الشفاء بإذن الله.
قال كثيّر:[متقارب]
ألا تلك عزّة قد أقبلت ... تقلّب للبين طرفا غضيضا «٣»
تقول مرضت وما عدتنا ... فقلت لها لا أطيق النهوضا
كلانا مريضان في بلدة ... وكيف يعود مريض مريضا «٤»
وقال آخر «٥» : [بسيط]
إذا مرضنا أتيناكم نعودكم ... وتذنبون فنأتيكم فنعتذر