للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشاعر: [طويل]

إن كنت في ترك العيادة تاركا ... حظّي فإني في الدّعاء لجاهد

فلربما ترك العيادة مشفق ... وأتى على غلّ الضمير الحاسد «١»

أبو حاتم قال حدّثنا العتبيّ عن أبيه قال: كان يقال: إذا اشتكى الرجل ثم عوفي ولم يحدث خيرا ولم يكفّ عن سوء، لقيت الملائكة بعضها بعضا وقالت: إن فلانا داويناه فلم ينفعه الدواء.

وقال أبو حاتم «٢» حدّثنا القحذميّ قال: أطلع «٣» معاوية في بئر بالأبواء «٤» فأصابته لقوة «٥» ، فاعتمّ بعمامة سوداء وسدلها على الشقّ الذي أصيب فيه، ثم أذن للناس فقال: أيّها الناس؛ إنّ ابن آدم بعرض بلاء: إمّا معاتب ليعتب، وإمّا معاقب بذنب، أو مبتلى ليؤجر، فإن عوتبت فقد عوتب الصالحون قبلي، وإنّي لأرجو أن أكون منهم؛ وإن عوقبت فقد عوقب الخطّاءون قبلي، وما آمن أن أكون منهم؛ وإن مرض عضو منّي فما أحصي صحيحي ولما عوفيت أكثر، ولو أن أمري إلى ما كان لي على ربّي أكثر مما أعطاني. وإنّي وإن كنت عاتبا على خاصّ منكم فإنّي حدب «٦» على جماعتكم، أحبّ صلاحكم. وقد أصبت بما ترون، فرحم الله امرأ دعا لي بعافية! فرفعوا أصواتهم بالبكاء والدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>