وعزّى رجل موسى بن المهديّ عن ابن له فقال: كان لك من زينة الحياة الدنيا، وهو اليوم من الباقيات الصالحات.
توفّي سهيل بن عبد العزيز بن مروان، فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بعض عمّاله وأطنب في كتابه؛ فكتب إليه عمر:[طويل]
حسبي حياة الله من كلّ ميّت ... وحسبي بقاء الله من كلّ هالك
إذا ما لقيت الله عني راضيا ... فإنّ شفاء النفس فيما هنالك
كتب ابن السّمّاك «١» إلى الرشيد يعزّيه بابن له: أما بعد، فإن استطعت أن يكون شكرك لله حين قبضه أكثر من شكرك له حين وهبه، فإنّه حين قبضه أحرز لك هبته، ولو سلم لم تسلم من فتنته؛ أرأيت حزنك على ذهابه وتلهّفك لفراقه! أرضيت الدار لنفسك فترضاها لابنك! أمّا هو فقد خلص من الكدر، وبقيت أنت معلّقا بالخطر. واعلم أن المصيبة مصيبتان إن جزعت، وإنما هي واحدة إن صبرت، فلا تجمع الأمرين على نفسك.
كتب عبد الله بن طاهر إلى أبي دلف «٢» : المصائب حالّة لا بدّ منها، فمنها ما يكون رحمة من الله ولطفا بعبده، وآية ذلك أن يوفّقه للصبر ويلهمه الرضا ويبسط أمله فيما عنده من الثواب الآجل والخلف العاجل. ومنها ما يكون سخطا وانتقاما، أوّله حزن وأوسطه قنوط وآخره ندامة، وهي المصيبة حقّا الجامعة لخسران الدنيا والآخرة. ولم تزل عادة الله عندك الإخلاف والإتلاف. وإن يك ما نالك الآن أعظم مما أتى عليك في مواضي الأيام،