وكتب أبو دلف إليه: إن تكن المصيبة جلّت، فإنّ فيما أكرمني الله به من جميل رأي الأمير وما وضح للناس من فضل عنايته وابتدائه إيّاى بكتبه، ما عجّل العوض من المفقود.
وفي كتاب آخر: لئن كانت المصيبة جلّت، إن فيما أبقى الله ببقاء الأمير عوضا وافيا وخلفا كافيا. وحقيق بمن عظمت النعمة عليه فيما أبقى الله أن يحسن عزاؤه عما أخذ منه. وأحقّ ما صبر عليه ما لا يستطاع دفعه.
وقرأت في كتاب لبعض الكتّاب في تعزية: أسأل الله أن يسدّ بك ما ثلمت «١» الأيام من مكانه، ويعمّر ما أخلت من مشاهده وأوطانه حتى لا يعفو الداثر «٢» ، وأن يستقبل لكم أيّامكم بأحسن ما أمضاها لمن مضى منكم، فيجعلكم الخلف الذي لا وحشة معه ولا وحشة عليه، ويتولّاكم ويتولانا فيكم بما هو أهله ووليّه.
وقرأت في كتاب تعزية: لا لوم على دمعة لا تملك أن تسفحها «٣» ، ولا على ألم في القلب لا يدفع أن يظهر فيك، ولا عذر في سواهما مما أحبط أجرك وأشمت عدوّك وضعّف رأيك، ولم يرجع إليك فائتا ولا إلى شقيقك بمكانه روحا ولا إلى من خلّف حفظا. واعلم أن فرق ما بين ذي العقل وذي الجهل في مصيبتيهما تعجّل العاقل من الصبر ما يتأجّل الجاهل.
وقرأت في كتاب تعزية: لو كانت النوائب مدفوعة عن أحد بكثرة من يقيه ذلك من إخوانه ويفديه منه بالأخصّ من أعزّته والأنفس من ماله، سلمت