للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: قال رسول الله :

«إن الله ناجى موسى – بمائة ألف وأربعين ألف كلمة في ثلاثة أيام وصايا كلها فلما سمع موسى كلام الأميين مقتهم لما وقع في مسامعه من كلام الرب –﷿ وكان فيما ناجاه أن قال له: يا موسى إنه لم يتصنع لي المتصنعون بمثل الزهد في الدنيا ولم يتقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم. ولم يتعبد لي المتعبدون بمثل البكاء من خيفتي. قال موسى: يا إله البرية كلها ويا مالك يوم الدين ويا ذا الجلال والإكرام ماذا أعددت لهم؟ وماذا جزيتهم؟ قال: أما الزاهدون في الدنيا فأنجيهم حتى يتبؤوا منها حيث شاءوا، وأما الورعون عما حرمت عليهم فإذا كان يوم القيامة لم يبق عبد إلا ناقشته الحساب وفتشه عما في يديه إلا الورعين فإني أجلهم وأكرمهم وأدخلهم الجنة بغير حساب. وأما البكاءون من خيفتي فأولئك لهم الرفيع الأعلى أو قال: الرفيق الأعلى لا يشاركون فيه».

٥٠٠ - أخبرنا عبد الكريم بن عبد الواحد الصحاف، أنبأنا أبو الفرج عثمان بن أحمد البرجي، أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص، ثنا أبو جعفر محمد بن عاصم، ثنا عبدة عن آدم، ثنا سليمان بن حيان، ثنا سعيد الفزاري قال: بلغني أن الله – أوحى إلى موسى –:

«يا موسى ما تعبد لي المتعبدون بمثل البكاء من خشيتي، وما تزين لي المتزينون بمثل الزهد في الدنيا، وما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عما حرمت عليهم. قال: يا أكرم الأكرمين: ماذا أثبتهم؟ قال: يا موسى أما البكاءون من خشيتي فهم في الرفيق الأعلى لا يشاركهم فيها أحد. وأما الزاهدون في الدنيا فإني أبيحهم الجنة بحذافيرها. وأما الورعون فإني أفتش الناس ولا أفتشهم استحياءً منهم. قال موسى: يا أكرم الأكرمين، اجعل لي قلباً يخشاك ولساناً يرضاك».

<<  <  ج: ص:  >  >>