بكى، فقال رسول الله ﷺ: يا عبد الله بن قيس لم تبكي؟ قال: من كلمتك يا رسول الله. فقال رسول الله ﷺ: أبشر فإنك في الجنة. فبعث رسول الله ﷺ بعثاً فقتل شهيداً. فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله: إني أحب أن أتحمل بحماله سيفي وتغسل ثيابي من الدرن ويحسن الشراك والنعلين، فقال نبي الله ﷺ: ليس ذلك أعني إنما أعني الكبر من سفه الحق وغمص الناس، فقال: هو الذي يجيء شامخاً بأنفه فإذا رأى ضعفاء الناس وفقراءهم لم يسلم عليهم ولم يحسن إليهم تحقرةً لهم، فذلك الذي يغمص الناس، فقال عند ذلك رسول الله ﷺ:
من رفع ثوبه وخصف النعل وركب الحمار وعاد المملوك إذا مرض وحلب الشاء فقد برئ من العظمة».
٦٢٩ - أخبرنا محمد بن عبد الواحد الصحاف، أنبأ محمد بن محمد بن سليمان في كتابه، أنبأ أبو الشيخ، ثنا أبو العباس الهروي، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب قال: حدثني الحارث بن نبهان، عن أبي معبد، عن أبي قلابة، عن ابن مسعود –﵁ أن رسول الله ﷺ قال:
«ثلاث هن أصل كل خطيئة فاتقوهن، واحذروهن، وثلاث إذا ذكرت فأمسكوا: إياكم والكبر فإن إبليس إنما منعه الكبر أن يسجد لآدم، وإياكم والحرص: فإن آدم إنما حمله الحرص على أن أكل من الشجرة، وإياكم والحسد فإن ابن آدم إنما قتل أحدهما صاحبه حسداً، فهن أصل كل خطيئة فاتقوهن واحذروهن. والثلاث: إذا ذكر القدر فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر أصحابي فأمسكوا».