عمر –﵁ قوموا بنا إليه. فاستخرجه عمر –﵁ من منزله فقال له: إنه بلغني أنك تقول أبياتاً إذا قضيت صلاتك فأنشدنيها فإن كانت حسنة قلتها معك، وإن كانت قبيحة نهيتك عنها. فقال الرجل:
وفؤادي كلما أنبهته … عاد في اللذات يبغي تعبي
لا أراه الدهر إلا لاهياً … في تماديه فقد برح بي
يا قرين السوء ما هذا الصبي … فني العمر كذا باللعب
وشبابه بان مني فمضى … قبل أن أقضي منه أربي
ما أرجى بعده إلا الفنا … ضيق الشيب على مطلبي
نفس لا كنت ولا كان الهوى … اتقي الموت وخافي وارهبي
فقال عمر –﵁: نعم .. .. نفس لا كنت ولا كان الهوى وهو يبكي ويقول: اتقي الموت وخافي وارهبي. ثم قال عمر –﵁: من كان منكم مغنياً فليتغن هكذا».
٧١٨ - أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ثنا محمد بن إبراهيم الجرجاني، ثنا أبو علي الحسين بن علي الوراق، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا العباس بن بكار، ثنا عبد الله بن سليمان المزني، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد قال: حدثني من سمع علي بن أبي طالب –﵁ يخطب فحمد الله وأثنى عليه ثم قال:
«عباد الله الموت ليس منه فوت. إن أقمتم له أخذكم، وإن فررتم منه أدرككم، الموت معقود بنواصيكم فالنجا النجا، والوحا الوحا فإن وراءكم طالب حثيث، القبر احذروا ضنكه وظلمته وضيقه ألا إن القبر حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة، ألا وإنه يتكلم في كل