وفي الحديث دليل على أن المسارعة إلى طاعة الله والسبق إليها أعظم أجراً. وقوله: فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة تكتب من حضر الجمعة. يدل على أن من أتى الجمعة والإمام يخطب فهو أقل أجراً ممن أتى قبله لأن الملائكة لم تكتبه وإنما يكون له أجر من أدرك الصلاة لا أجر المسارع.
قال جماعة من العلماء: الساعات المذكورة التي يكون الرواح فيها من أول طلوع الشمس وقال مالك: لا يكون الرواح إلا بعد الزوال، وقال: هي ساعة واحدة يقع فيها هذه الساعات.
قال بعض العلماء في معنى قول مالك: هو كما تقول جئت من ساعة وقعدت عند فلان ساعة يريد به جزءاً من الزمان غير معلوم دون الساعات التي هي أوراد الليل والنهار وأقسامها.
٩١٩ - أخبرنا محمد بن أحمد بن علي، أنبأ أبو إسحاق بن عبد الله بن خرشيذ قولة، أنبأ عبد الله بن محمد بن زياد، ثنا علي بن حرب، ثنا سفيان، عن الزهري، عن سعيد، عن أبي هريرة –﵁ يبلغ به النبي ﷺ قال:
«إذا كان يوم الجمعة قام على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأول، فالمهجر إلى الجمعة كالمهدي بدنة، ثم الذي يليه كالمهدي بقرة، ثم الذي يليه كالمهدي كبشاً، حتى ذكر الدجاجة والبيضة، فإذا جلس الإمام طووا الصحف واستمعوا الخطبة».
قال أهل اللغة: التهجير: الخروج وقت الهاجرة، والهاجرة والهجير: شدة الحر.