عبد الله بن مصعب، عن أبيه، عن جده –﵁ قال: تلقفت هذه الخطبة من في رسول الله ﷺ بتبوك سمعته يقول:
«أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملة إبراهيم –صلوات الله عليه- وخير السنن سنة محمد، وأشرف الحديث ذكر الله، وأحسن القصص هذا القرآن، وخير الأمور عزائمها، وشر الأمور محدثاتها، وأحسن الهدي هدي الأنبياء وأشرف الموت قتل الشهداء، وأعمى الضلالة ضلالة بعد الهدى، وخير العمل ما نفع، وخير الهدى ما اتبع، وشر العمى عمى القلب، واليد العليا خير من اليد السفلى، وما قل وكفى خير مما كثر وألهى، وشر المعذرة عند الحضور الموت، وشر الندامة ندامة يوم القيامة، ومن الناس من لا يأتي الجمعة إلا نزراً، ومنهم من لا يذكر الله إلا هجراً، ومن أعظم الخطايا اللسان الكذوب، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى، ورأس الحكمة مخافة الله، وخير ما ألقي في القلب اليقين، والارتياب من الكفر والنياحة من عمل الجاهلية، والغلول من جمر جهنم، والخمر جماع الإثم، والفساد حبائل الشيطان، والشباب شعبة من الجنون، وشر المكاسب كسب الربا، وشر المال أكل مال اليتيم، والسعيد من وعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه، وإنما يصير أحدكم إلى موضع أربعة أذرع، والأمر إلى الآخرة وملاك الأمر خواتمه، وشر الروايا رواية الكذب، وكل ما هو آت قريب، وسباب المسلم فسوق وقتاله كفر، وأكل لحمه من معصية الله، وحرمة ماله كحرمة دمه، ومن تألى على الله كذب، ومن يغفر يغفر الله له، ومن يرحم يرحمه الله، ومن يعفو يعف الله عنه، ومن يكظم الغيظ يأجره الله، ومن يصبر على الرؤية يعرضه الله، اللهم اغفر لأمتي، اللهم اغفر لأمتي، ثلاثاً».