ما لا صبر له عليه، فيدنيه الله –﷿ منها فيستظل بظلها ويشرب من مائها، ثم ترفع له شجرة على باب الجنة هي أحسن من الشجرتين الأوليين فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة، فأستظل بظلها وأشرب من مائها. ويقول الله –﷿: يا ابن آدم ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها. فيقول: أي رب أدنني من هذه الشجرة فأستظل بظلها وأشرب من مائها فيقول الله –﷿: لعلي إن أدنيتك منها أن لا تسألني غيرها، فيعاهده أن لا يسأله غيرها وربه –﷿ يعلم أنه سيسأله غيرها، وربه –﷿ يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه فيدنيه منها فيسمع أصوات أهل الجنة فيقول: أي رب أدخلني الجنة فيقول الله –﷿ أيسرك أن أعطيك الدنيا ومثلها معها؟ فيقول: أي رب أتستهزئ بي، وأنت رب العالمين؟ قال: - لا أستهزئ بك، ولكني على ما أشاء قدير».
١٤١٧ - أخبرنا أبو الحسين الهمداني، أنبأ أبو الحسن الفقيه، ثنا غياث، ثنا الحسن بن المثنى، ثنا أبو بكر البغدادي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، نا جعفر بن عبد الصمد بن معقل قال:
«سمعت رجلاً يسأل عمي وهباً في المسجد الحرام فقال: حدثني عن زبور داود –﵇ فقال: -وجدت في آخره ثلاثين سطراً: يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يحبني أدخلته الجنة، يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو يخاف عذابي لم أعذبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- من لقيني وهو مستحيي من معاصي أنسيت حفظته ذنوبه. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً من عبادي عمل حشو الدنيا ذنوباً ثم ندم حلب شاةٍ فاستغفرني مرةً واحدةً فعلمت من قلبه أنه لا يريد أن يعود إليها ألقيتها عنه أسرع من هبط المطر إلى الأرض. يا داود اسمع مني –والحق أقول- لو أن عبداً