رسول الله ﷺ ورددنا عليه. فقال: أدنو منك يا رسول الله؟ فقال له: نعم. فدنا رتوة أو رتوتين. حتى وضع يده على ركبتي رسول الله ﷺ ثم قال: يا رسول الله؛ أخبرني عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال: صدقت – فتعجبنا من قوله: «صدقت». كأنه قد علم ذلك – ثم قال: ما الإسلام؟ قال: إقام الصلاة؛ وإيتاء الزكاة؛ وحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً؛ وصيام شهر رمضان؛ والاغتسال من الجنابة. قال: صدقت -فتعجنا من قوله:«صدقت» كأنه قد علم ذلك- قال: فأخبرني عن الإحسان ما هو؟ قال:
«إن تعمل لله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك».
قال: صدقت – فتعجبنا من قوله - قال: فأخبرني متى الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل؛ قال: ثم انصرف الرجل؛ ونحن نراه. فقال النبي ﷺ علي بالرجل؛ فثرنا في أثره فما حسسنا له أثراً؛ - أو: ما رأينا شيئاً - فأعلمنا ذلك النبي ﷺ فقال:«ذاكم جبريل يعلمكم دينكم؛ وما أتاني في صورة قط إلا وأنا أعرفه فيها قبل هذه الصورة».
قوله:(رتوة أو رتوتين): أي خطوة أو خطوتين. وقوله:(علي بالرجل): أي جيئوني به. (فثرنا): أي عدونا. يقال: ثار الغبار إذا هاج؛ (فما حسسنا): أي فما وجدنا.
١٣٥ - أخبرنا سعيد بن أحمد الواحدي بنيسابور؛ أنا علي بن محمد المطرازي؛ ثنا محمد بن مؤمل بن الحسن؛ ثنا الفضل بن محمد بن المسيب؛ ثنا ابن أبي مريم؛ ثنا يحيى بن أيوب؛ عن عبيد الله بن