«كنا مع رسول الله ﷺ في سفر، وكنا نتناوب الرعية بيننا، فلما كان يوم نوبتي سرحت ثم رحت فجئت والنبي ﷺ يخطب فسمعته يقول: ما من رجل يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقوم إلى الصلاة فيصلي صلاة يعلم ما يقول فيها إلا انفتل كيوم ولدته أمه من الخطايا، ليس له ذنب، فوالله ما ملكت نفسي أن قلت: بخٍ بخٍ، فقال عمر بن الخطاب –﵁ وكنت إلى جنبه: فقد قال قبل أن تجيء ما هو أجود من هذا، قلت: ما هو فداك أبي وأمي، قال: قال: من أسبغ الوضوء ثم يقول عند فراغه من الوضوء: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله إلا فتحت له ثمانية أبواب من الجنة يدخل من أيها شاء قال: ويجمع الناس في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينقذهم البصر، ويقول: سيعلم الجمع لمن الكرم اليوم ثلاثاً، ثم يقول: أين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون، ثم ينادي المنادي ثلاثاً: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، ثم يقول: أين الذين لم يكن يلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار، ثم يقول ثلاثاً: سيعلم أهل الجمع لمن الكرم اليوم، فيقول: أين الحمادون الذين كانوا يحمدون ربهم –﷿».