«ما منعك من إتيانا فإنا نحب زيارتك وغشيانك، قال: لما قال القائل: زر غباً تزدد حباً، فضرب عبد الله بن عمر على فخذه فقال: دعونا من أباطيلكم، حدثينا بأعجب ما رأيت من رسول الله ﷺ، قال: فبكت واشتد بكاؤها. فقالت: بأبي وأمي كان كل أمره عجباً أتاني في ليلتي بعدما أخذت مضجعي فدخل معي في لحافي وألصق جلده بجلدي ثم قال: يا عائشة أتأذنين لي فأتعبد لربي، فقلت: بأبي وأمي والله إني لأحب هواك وأحب قربك. فقام إلى قربةٍ في ناحية البيت فتوضأ فأحسن الوضوء وما أكثر صب الماء، ثم قام إلى المسجد فكبر وبكى حتى ظننت أن دموعه بلت لحيته، ثم قرأ وبكى، حتى ظننت أن دموعه بلت الأرض، ثم ركع وبكى، ثم سجد وبكى، ثم سجد وبكى، ثم سجد ووضع يده اليمنى تحت خده الأيمن وبكى، فما زال كذلك حتى أتاه بلال يؤذنه بالصلاة وهو يبكي. قال بلال: ما يبكيك يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا بلال وما يمنعني أن أبكي وقد أنزلت علي هذه الآية ﴿إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب﴾».
١٩٥٢ - أنبأ أبو بكر: محمد بن أحمد بن علي السمسار، أنبأ إبراهيم بن عبد الله بن خرشيذ قولة، ثنا المحاملي، ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد، ثنا زيد بن الحباب قال: حدثني عمر بن عبد الله بن أبي خثعم، ثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ:
«من صلى بسورة الدخان ليلةً بات يستغفر له سبعون ألف ملك حتى يصبح».