الفقهيَّة"؛ إذ هي ورقات مختصرة في ظلِّ أسفار كبار، وإضاءة مصباح في ضوء الشمس والنهار، وقطرات ندى في وسط مياه الأمطار، اعتنيت فيها بتأصيل قواعدها، وبيان أدلتها، وسهولة عبارتها، وكثرة أمثلتها، مبينًا بذلك أنَّ القواعد الفقهية والقواعد الأصولية كأخوين شقيقين قد خرجا من مشكاة واحدة، ولأنَّ تقسيم العلوم يُسهِّل على طالب العلم تصور العلم، ولم شارده ووارده؛ قسمتها إلى خمسة مباحث: "المبحث الأول" ذكرت فيه المبادئ العشرة لعلم القواعد الفقهيَّة، "المبحث الثاني" ذكرت فيه بعض المقدمات الهامة، "المبحث الثالث" بينت فيه القاعدة العامة والهامة وهي قاعدة "الدين مبني على جلب المصالح ودرء المفاسد" وهي التي ترجع إليها كل القواعد، " المبحث الرابع" ذكرت فيه القواعد الخمس الكبرى التي يرجع إليها كثير من القواعد الفرعية، " المبحث الخامس" ذكرت فيه بعض القواعد المتفرقة، واخترت من بينها أكثر القواعد استخدامًا في علم الفقه والفروع.
وختمتُ الكتاب بقاعدة فقهيَّة أصوليَّة ألَا وهي قاعدة "العفو عن الخطأ والنسيان والإكراه"؛ وذلك رجاء أن يعفو ربنا عنَّا عمَّا وقع في الكتاب من الخطأ والزلل الذي لا مفرَّ منه، وطمعًا أن تكون هذه الورقات سببًا لعفو الله عنَّا عمَّا بَدَر منَّا من الذنوب والخطايا والآثام، إنه عفُوُّ كريم، غفور حليم.
أسأل الله التوفيق والسداد في القول والعمل، وأن يكتب لهذا العمل ولكل أعمالنا القبول وأن ينفع به في الدنيا، وفي الآخرة " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم".
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.