للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرض الشام، وقبض منهم أموالهم، وخمس غنائمهم صلوات الله وسلامه عليه (١).

(ب) ما فعله مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد: خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى معركة أحد، فلما صار بين أحد والمدينة انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر، ورجع بهم إلى المدينة فتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام، والد جابر - رضي الله عنهما - فوبّخهم، وحضهم على الرجوع، وقال: تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا: لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع، فرجع عنهم وسبهم (٢).

فلم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا الجرم العظيم، وتخذيل المسلمين.

(جـ) صده الرسولَ صلى الله عليه وسلم عن الدعوة إلى الله تعالى: «ركب النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن عبادة، فمر بعدوّ الله عبد الله بن أُبي وحوله رجال من قومه، فنزل صلى الله عليه وسلم فسلم ثم جلس قليلًا، فتلا القرآن، ودعا إلى الله - عز وجل -، وذكَّر بالله، وحذر وبشر وأنذر، وعندما فرغ صلى الله عليه وسلم من مقالته، قال له عبد الله بن أُبي: يا هذا، إنه لا أحسن من حديثك هذا، إن كان حقًّا فاجلس في بيتك فمن جاءك له فحدثه إياه، ومن لم يأتك فلا تغته (٣) ولا تأته في مجلسه بما يكره منه» (٤) فلم يؤاخذه صلى الله عليه وسلم، وعفا عنه وصفح.


(١) انظر: زاد المعاد ٣/ ١٢٦، ١٩٠.
(٢) انطر: زاد المعاد في هدي خير العباد ٣/ ١٩٤، وسيرة ابن هشام ٣/ ٨، ٣/ ٥٧، والبداية والنهاية ٤/ ٥١.
(٣) أي: لا تكثر عليه به وتتردد به عليه، أو لا تعذبه به. انظر: القاموس المحيط، باب التاء، فصل الغين، ص ٢٠٠، والمعجم الوسيط، مادة " غتَّ "، ٢/ ٦٤٤.
(٤) انظر: سيرة ابن هشام ٢/ ٢١٨، ٢١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>