للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النوع الرابع: لي اللسان: من أنواع تحريف اليهود للتوراة: لي اللسان، فهم يلوون ألسنتهم ويعطفونها بالتحريف، ليلبسوا على السامع اللفظ المنزل بغيره، ويفتلون ألسنتهم حين يقرءون كلام الله -تعالى- لإمالته عما أنزله الله عليه إلى اللفظ الذي يريدونه (١) قال تعالى: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: ٧٨] (٢).

ومن التحريف بلي اللسان ما كان يفعله اليهود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بقولهم: {وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ} [النساء: ٤٦] ويقصدون معنى: اسمع لا سمعت، أي: يدعون على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد كان المسلمون يقولون للنبي صلى الله عليه وسلم راعنا، من المراعاة، والمعنى: فرغ سمعك لكل منا، فلما سمع اليهود هذه اللفظة اغتنموا الفرصة في التحريف؛ لأن معناها عندهم السحت والطعن بمعنى: يا أحمق (٣) ولكن الله - عز وجل- كشف سترهم، فقال: {مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا} [النساء: ٤٦] (٤).


(١) انظر. تفسير البغوي ١/ ٣٢٠، وابن كثير ١/ ٣٧٧، وهداية الحيارى ص٥٢٤، وفتح القدير للشوكاني ١/ ٣٥٤.
(٢) سورة آل عمران، الآية ٧٨.
(٣) انظر: تفسير البغوي ١/ ١٠٢، ٤٣٨، وابن كثير ١/ ١٤٩، ٥٠٨، وفتح القدير للشوكاني ١/ ١٢٤، ٤٧٤.
(٤) سورة النساء، الآية ٤٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>