ومن الصفات أيضاً صفة المماحلة والمكر والكيد، يقول الله عز وجل:{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}[الرعد:١٣]، يقول ابن كثير رحمه الله تعالى: أي: شديد الأخذ بالعقوبة.
والأزهري رحمه الله من علماء اللغة ومن أهل السنة والجماعة، فقد نقل في كتابه تهذيب اللغة قول القتيبي في قوله تعالى:{وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}[الرعد:١٣] أي: شديد المكر والكيد.
ونقل أيضاً قول سفيان الثوري: شديد المحال: شديد الانتقام، وكذلك قول أبي عبيد: المحال الكيد والمكر، ونقل أيضاً قول الفراء: المحال المماحلة.
فمعنى {وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ}[الرعد:١٣] أي: شديد المكر والكيد، والعقوبة مقتضى المكر والكيد، وهذا فيما يبدو هو رأي المصنف رحمه الله تعالى؛ ولهذا بدأ في الآيات الواردة في المكر والكيد قبل غيرها من الآيات، فكأنه يفسر المحال بالمكر والكيد.
ويقول الله عز وجل:{وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}[آل عمران:٥٤]، ويقول:{وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}[النمل:٥٠]، ويقول:{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا}[الطارق:١٥ - ١٦].