قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقوله صلى الله عليه وسلم: (لله أشد فرحاً بتوبة عبده من أحدكم براحلته)، الحديث متفق عليه].
وهذا حديث طويل، وتكملته:(لله أشد فرحاً بتوبة عبده المؤمن التائب من أحدكم ضلت عنه راحلته وهو في أرض فلاة، فنام تحت شجرة وهو يظن الهلاك, فلما قام وجدها بين يديه، فقال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح) , وهو حديث يدل على إثبات صفة الفرح لله عز وجل.
وصفة النزول صفة فعلية اختيارية, وكذلك صفة الفرح صفة فعلية اختيارية, وقد وردت صفة الفرح باسم آخر، وهي: البشبشة, فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ما توطن رجل مسلم المساجد للصلاة والذكر إلا تبشبش الله له كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم عليهم)، وهو حديث صحيح رواه ابن ماجة في سننه، والإمام أحمد في مسنده، والحاكم في مستدركه وصححه ووافقه الذهبي، وكذلك رواه ابن خزيمة، وصححه الشيخ الألباني، وهذا اللفظ هو لفظ ابن ماجة رحمه الله، ورواه الإمام أحمد في مسنده بلفظ آخر:(لا يتوضأ أحدكم فيحسن الوضوء)، إلى آخر الحديث، (إلا تبشبش الله له) وهذا الحديث صححه الأستاذ أحمد شاكر رحمه الله تعالى.