والسكوت صفة ثابتة لله عز وجل ومعناها: عدم التكلم، والدليل عليها ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله:(ما أحل الله في كتابه فهو حلال، وما حرمه فهو حرام، وما سكت عنه فهو عفو).
وأيضاً ثبت عنه في حديث آخر صلى الله عليه وسلم أنه قال:(إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها, وحد حدوداً فلا تعتدوها, وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وسكت عن أشياء رحمة بكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها).
والسكوت كما يقول العلماء: نوعان: سكوت عن التكلم، بمعنى: عدم التكلم، وسكوت عن إظهار الكلام, يعني: قد يتكلم ولكن لا يظهر كلامه, ويدل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلم:(بأبي أنت وأمي يا رسول الله! أرأيت سكوتك بعد التكبير وقبل القراءة ماذا تقول؟) فسماه قولاً مع كونه سكوتاً, وهو سكوت بالنسبة له؛ لأنه لا يسمع شيئاً من كلامه, بينما هو يتكلم في واقع الأمر, فأخبره بدعاء الاستفتاح المعروف.
وهناك كتب صنفت في هذا الموضوع لشيخ الإسلام ابن تيمية، منها: كتاب التسعينية, وسمي التسعينية؛ لأنه رد على الأشاعرة بما يقارب تسعين وجهاً في موضوع الكلام النفسي.