القيوم: هذا الاسم ورد في ثلاثة مواضع، وقد سبق أن أشرنا إليها مع الحديث عن اسمه الحي، والقيوم اسم من أسماء الله عز وجل يؤخذ منه صفة القيومية، والقيومية صفة لله عز وجل لها معنيان: المعنى الأولى: القائم بذاته.
والمعنى الثاني: المقيم لغيره.
فالقائم بذاته: معناه: أن الله عز وجل قائم لا يزول أبداً، وكما أنه قائم بذاته فهو غني عن خلقه.
وأما المقيم لغيره: فهو المقيم لغيره بتدبيره وتصريفه وإنعامه على غيره من مخلوقاته سبحانه وتعالى.
فنلاحظ أن هذا الاسم وهذه الصفة تشتمل على صفة ذاتية، وهي القائم بذاته، وتشتمل على صفة فعلية وهي المقيم لغيره.
أما صفة الحياة، فقد سبق أن أشرنا إلى أنها صفة ذاتية؛ لأنها غير متعلقة بمشيئة الله عز وجل، فهي ثابتة له سبحانه وتعالى ودائمة كصفة العلم والإرادة والقدرة.
وأما القيوم فقد أشرت آنفاً إلى أنها تدل على صفة ذات، وتدل على صفة فعل، فأما الصفة الذاتية فهي بمعنى الباقي، وبمعنى الغني سبحانه وتعالى، وهي من هذه الناحية صفة ذاتية غير متعلقة بالمشيئة.
وأما المقيم لغيره فمعناها: المدبر لشئونهم، فهي صفة فعلية لله عز وجل، وإن كان أصلها ذاتي كما هو معلوم في الصفات الفعلية عموماً.
{لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ}[البقرة:٢٥٥]، هذه من الصفات المنفية، وهي وإن كانت ذاتية إلا أنها من الصفات المنفية، وقد سبق أن أشرنا إلى أن الصفات تنقسم إلى: صفات ثبوتية، وصفات منفية، وهذا يدل على اشتمال هذه الآية لجميع أنواع الصفات.
السِنة: هي النعاس، وهي نوم العين كما يسمونه، والنوم هو ثقل الرأس، وهو نوم القلب، فالله عز وجل لا تأخذه سنة ولا نوم؛ لكمال حياته وقيوميته.
والقاعدة في الصفات المنفية: أنها تتضمن كمال الضد؛ لأن النفي المحض لا فائدة منه، كما يقول العلماء، فقوله:((لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ))، صفة منفية، لكنها راجعة إلى اسمي الله عز وجل السابقين: وهما الحي والقيوم، ولهذا لم نفردها بصفة خاصة في تعدادنا لصفات الله عز وجل في هذه الآية.