[حكم ترك شيء من الإيمان]
فإن قيل: هل من ترك شيئاً من الإيمان، ولو جزءاً بسيطاً يكفر؟ ف
الجواب
لا يكفر إذا ترك جزءاً بسيطاً، وذلك بحسب المتروك.
والمتروك ثلاثة أنواع: النوع الأول: مندوب ومستحب لا إثم في تركه.
والنوع الثاني: واجب يأثم صاحبه، لكنه غير خارج من الإسلام.
النوع الثالث: ترك يخرج الإنسان من الإسلام، ويكون صاحبه كافراً.
إذاً: المتروكات من الإيمان ثلاثة أنواع: الأول: ترك لا يعاقب الإنسان عليه، وهو ترك المستحب المندوب.
والثاني: هو ترك الواجب وهذا يعاقب عليه، لكنه لا يخرج من الإسلام.
والثالث: ترك يخرج من الإسلام، ويكون صاحبه كافراً.
ترك المندوب مثل: السنن الرواتب والتسبيح، وذكر الله عز وجل في كل مكان، فهذه من النوافل، ولو أن الإنسان تركها لا يعتبر آثماً.
وترك الواجب مثل: ترك بر الوالدين، والجهاد في سبيل الله، والصيام، على قول من لم يكفر تارك الصيام.
وأما الترك المخرج من الإسلام فهو أنواع: النوع الأول: من ترك الإيمان كله، يعني: من ترك التصديق، وقول اللسان، وعمل القلب، وعمل الجوارح، فهذا كافر لاشك في كفره.
والثاني: من ترك تصديق القلب، وهذا كافر بإجماع الطوائف؛ حتى عند المرجئة.
الثالث: من ترك الشهادتين من قول اللسان، فهذا أيضاً كافر خارج عن الإسلام كما دلت عليه الأحاديث السابقة.
الرابع: من ترك عمل القلب بالكلية، فهذا كافر؛ حتى لو كان مصدقاً، يعني: من ترك عمل القلب لوحده حتى لو كان مصدقاً، وحتى لو كان يقول: لا إله إلا الله بلسانه، وحتى لو كان يصلي ويصوم، ما دام أنه ترك عمل القلب بالكلية، فإنه يكون كافراً.
الخامس: من ترك عمل الجوارح بالكلية، لا يصلي، ولا يصوم، ولا يحج، ولا يزكي، ولا يعمل من أعمال الإسلام الظاهرة شيئاً، فهذا لاشك أنه كافر بإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.