وبين الصفا والمروتين ذكرتكم ... بمختلف ما بين ساع وموجف
وعند طوافي قد ذكرتك ذكرة ... هي الموت بل كادت على الموت تضعف
وقال أيضاً:
طلعن علينا بين مروة والصفا ... يمرْنَ على البطحاء مَوْر السحائِب
وكدنَ لعمر الله يحدثن فتنةً ... لمختشعٍ من خشيةِ اللهِ تائب
الصِّفَاح: كجمع صفحة، والصفحة تطلق في الحجاز على الأرض البيضاء الملساء، وهذا الاسم يشهد أنها لغة لهم قديمة أصيلة: أرض خارج حدود الحرم على محجة العراق، إذا خرجت من أنصاب الحرم متجاوزاً ثنية خَلّ سرت فيها، وهي جَرَد أبيض سيله جنوباً إلى المغَمّس ثم عُرَنة، ويشرف عليها من الشمال جبل السِّتَار ويغذيها بقسم كبير من مياهه. خرج الحُسَين بن عليٍّ رضي الله عنهما يريد العراق، في خرجته التي قتل فيها، فلقيه الفرزدق الشاعر فعذله ونصحه قائلاً: إن قلوب الناس معك ولكن سيوفهم مع بني أُميّة، ولكن الحُسين رضي الله عنه لم يقبل، فقال الفرزدق. (١)
لقيتُ الحسينَ بأرضِ الصِّفَاح ... عليه اليَلاَمقُ والدُّرقُ
وقال ابن مقبل يرثي عثمان بن عفان رضي الله عنه:
عفا بطحان من سُليمى فيثربُ ... فملقى الرحال من مِنىً فالمحصَّبُ