بعض الباحثين وأهل المناسل أن عُرَنة -بالنون- هو فقط المكان الذي فيه المسجد .. وهذا خطأ، من أجله توسعنا في وصف عرنة. فإذا تجاوز عرفة -بالفاء- أخذ جنوباً غربياً فيأتيه من اليسار وادي نَعْمان وفي التقائهما تقع عين العابدية وبعض العامة يطلق اسم وادي العابدية على وادي نعمان هناك، وقد توقفت عين العابدية الآن، لأن ارتوازات ضربت قريباً منها، فنضب ماؤها. فإذا اجتمع الواديان أطلق اسم عُرَنة -بالنون- على الوادي كله فيمر جنوب مكة على أحد عشر كيلاً، ويعتبر منذ تجاوزه عرفة حتى جبال لبينات جنوب غربي مكة، حداً للحرم في هذه الناحية الواسعة: ثم يصب في البحر، قال أحدهم:
أبكاكَ دون الشِّعْب من عَرَفَات ... بمدفع آياتٍ إلى عُرَنَاتِ
وقيل في أبي الكِنّات المكي المغني:
أحسن الناس فأعلموه غناءً ... رجلٌ من بني أبي الكنَّات
حين غَنّى لنا ما شاءَ ... غناء يهيج لي اللذات
عفت الدار فالهضاب اللواتي ... بين (توز) فملتقى عُرنَات
ولعل "توز" هنا صوابها "ثور" بالمثلثة وآخره راء.
عَرْوَان: بفتح العين المهملة وسكون الراء على وزن فعلان:
جبل عال من جبال هذيل يقع جنوب مكة إلى الشرق على قرابة ٦٥ كيلاً، بين وادي يلملم جنوباً ووادي دُفَاق شمالاً، وهما يتقاسمان ماءه، تجاوره جبال تسمى الكَرَاب، وتقرن مع عَرْوَان