فخَيف مِنىً أقوى خلاف قطينة، ... فمكة وحش من جميلة فالحجرُ
تبدت بأجياد فقلت لصحبتي ... أألشمسُ أضحت بعد غيم أم البدرُ؟
الأماكن التي ذكرها الشاعر هنا كلها معروفة وكلها تقدمت، فسرف على "١٢" كيلاً شمال مكة لا زال معروفاً يسميه أهل مكة وادي النوارية. الثنيات: قرب عسفان، والغَمْر غمر ذي كندة معروف قرب نخلة الشامية. وخيف منى والحجر معروفان كذلك. ولكن الغريب من هذا الشاعر أن يقول: أقفرت كل هذه الأماكن من جميلة، ويقول تبدت بأجياد، وكان أجياد بعيداً جداً عن هذه المواضع. ولعله يقصد الذكرى في الماضي.
مَرّ: بفتح الميم وتشديد الراء:
المرات في الحجاز ثلاثة. مر الظهران، وهو قصدنا هنا، ومر آخر من روافد الأول يصب في مر الظهران بعد اجتماع النخلتين من الشمال، كثير المياه. ومر وادي رابغ وكان يسمى (مَرّ عُنَيب) بضم العين.
مر الظهران: وادٍ قلما يوجد في أودية الحجازمثله خصوبةً ومياهاً وكثافة سكان.
قال بعضهم: كان فيه ثلاثمائة عين جارية، وأدركت أنا فيه نيفاً وثلاثين عيناً، لم تبق منها إلاّ بضع عشرة عيناً -انظر المعجم- يأخذ مر الظهران أعلى مساقط مياهه من منحدرات السراء الشرقية حيث يقاسم وَجّ وعقيق الطائف الماء قرب المحرم، ويتكون من