وخبّرها الواشون أنّي صَرَمتُها ... وحملَها غيظاً علي المُحَمّل
وإني لمنقاد لها اليوم بالرضا ... ومُعتذِر من سخطها متنصل
أهيم بأكناف المُجَمَّر من مِنىً ... إلى أمّ عَمرٍ إنني لموكِّل
مَجَنَّة: بفتح الميم والجيم وتشديد النون المفتوحة: وهي سوق للعرب في الجاهلية، كانت تقوم العشر الأواخر من ذي القعدة، والعشرون التي قبلها كانت لسوق عكاظ، وبعد مجنة سوق ذي المجاز ثمانية من ذي الحجة، ثم يُعرِّفون. قالوا كانت مجنّة بمرّ الظَّهران قرب جبل يقال له الأصفر، وهو بأسفل مكة على قدر بريد، وهذا حدا ببعض الباحثين أن يعتقد أن الجموم هي مَجَنَّة، وليس هذا صحيحاً لما سيأتي:
وقال البكري: هي لكنانة، وقد هُجرت هي وذي مجاز استغناء عنهما بأسواق مكة ومنى وعرفة. قال أبو ذؤيب الهُذَلي:
تزوَّدَها من أهل بصْرَى وغَزّة ... على جَسْرةٍ مرفوعة الذيل والكِفلِ
فوافىَ بها عُسفان ثم أتى بها ... مجَنَّةَ تصفو في القِلال ولا تغلي
وقالوا: مجنة على أميال من مكة وهو لبني الدئل خاصة، بتهامة بجنب طفيل، ذلك لقول بلال فما كان يتمثل:
ألا ليت شعري هل أبيتَنّ ليلةً ... بوادٍ وحوِلي أذخرٌ وجَلِيل