قلت: بشم تلك السلسلة الجبلية الممتدة من عمرة التنعيم مشرقة. والاسم يطلق على تلعة كبيرة تسيل من هذه السلسلة شمالاً فتصب في صدر وادي يأجج، فيها مزارع على المطر وأهلها من زمن الجاهلية بنو لحيان.
البَطْحاء: بفتح الباء وسكون الطاء: اسم مألوف لدى العرب لكل أرض في مسيل السيل: قال حذافة العدوى يمدح بني هاشم: (١)
وقيل: جاء هشام بن عبد الملك يطوف بالبيت فيقترب من الحجر الأسود فلا يَفْسح له أحد، فبينما هو كذلك فإذا بعلي زين العابدين بن الحسين رضي الله عنه يطوف بالبيت، فإذا اقترب من الحجر انجفل الناس عنه وتركوه له فاغتاظ هشامِ لذلك فسأله أحد مرافقيه: من هذا؟ فقال لا أعرفه. وكان الفرَزْدق حاضراً فاغتاظ لذلك فأنشأ قصيدة منها:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته ... والبيت يعرفه والحِلّ والحَرَم
هذا ابن خير عباد الله كُلهُمُ ... هذا التَّقِيُّ النَّقِيُّ الطاهِرُ العَلَم
وليس قولك: لا أعرف بضائره ... العُرْب تعرف من أنكرت والعَجَم
وكان الفرزدق في حاشية هشام ولكن الأمويين ما كانوا يقربونه لكثرة افتخاره بكرم أبيه وإطرائه بني هاشم فغضب هشام فسجن الفرزدق بعُسفان.