ومن يلق هذا الشيخ بالخَيف من منىً ... من الناس يعلم أنه غير ظالمِ
سميُّ النبي المصطفى وابن عمه ... وفكّاك أغلال وقاضي مغارمِ
أبيْ فَهْو لا يشري هُدى بضلالةٍ ... ولا يتّقي في الله لومةَ لائم
ونحن بحمد الله نتلو كتابه ... حلولاً بهذا الخَيف خيف المحارمِ
بحيث الحمام آمناتٌ سواكِنٌ ... وتلقى العدوَّ كالصديق المسالمِ
فما رونق الدنيا بباقٍ لأهلهِ ... ولا شدة البلوى بضربة لازمِ
قلت: وهذا الشعر من القرن الأول، ومع هذا كغيره من شعر المناسبات لا تجد فيه روعة العناء واختيار الألفاظ .. وجاء اسم صاحبه: محمد بن كثير -بتشديد الياء في كثير- ولم أجد له ذكراً في تاريخ مكة. ولم يذكره صاحب (الأعلام) في مادته.
وكان عبد الله بن الزبير قد سجن ابنه حمزة بعارم هذا، ذلك أن حمزة كان والياً لأبيه ابن الزبير على البصرة فبذر خراجها، فعزله أبوه فأدخله سجن عارم فقال أحدهم:
إن الندى والمجد إن جئته ... والحامل الثقل عن الغارمِ
والفاعل المعروف في قومه ... مكبل بالسجن من عارمِ
عَامِر: ذكر الإخباريون في قول مضاض بن عمرو بن الحارث بن مضاض الجرهمي، وهو يتشوق إلى مكة بعد أن نفتهم خزاعة عن البيت: