تركتُ العاذَ مقليا ذَمِيما ... إلى سرف وأجددتُ الذَّهابا
وكنت إذا سلكتُ نجاد بشْمٍ ... رأيتُ على مراقبها الذئابا
وهذه الأماكن الواردة في هذه الشواهد كلها من ديار هذيل حول مكة: الكر في صدر نعمان، أنف من شمال كبكب، وأملاح تتردد في شعر هذيل، وسرف تقدم شمال مكة، ونجاد بشم: الجبال المشرفة على عمرة التنعيم من الشمال الشرقي، أما الخُلْق والخليف "وذكرا في مطبوعة شفاء الغرام بالإهمال""الحلف والحليف" وهو تصحيف، لهما ذكر في تاريخ بعض الأشراف.
فهي أرض حصينة خصبة على طريق السراة القديم، وقد هجر هذا الطريق بعد تعبيد طريق الجنوب الجديد الذي أخذ به أسافل الأودية لسهولة الأرض، وهي جنوب الطائف في ديار بني مالك، وقد يكون المعنى غيرها.
عَارِم: آخره ميم بوزن فاعل.
فيما ذكر ياقوت هو السجن الذي كان يسجن عبد الله بن الزبير - رضى الله عنه- فيه خصومه، وقد سجن فيه محمد بن علي بن أبي طالب المشهور بابن الحَنَفيّة رضي الله عنهما، والحنفية أُمُّهُ نسب إليها وهي من بني حنيفة من اليمامة، ولما ولي الحجاج أمر مكة بعد ابن الزبير اتخذ عارماً سجناً كما كان. وهو لا شك بمكة إذ أن من عادة الولاة أن يسجنوا خصومهم قريباً منهم لإحكام السيطرة وضمان شدة الحرص.
وفي سجن ابن الزبير ابن الحنفية بعارم يقول محمد بن كَثير:
تخبر من لاقيتَ إنك عائذٌ ... بل العائذُ المسجونُ في سجنِ عارم