إذا سلكت غَمْرَ فِي كِندةٍ ... مع الركب، قصد لها الفَرْقَدُ
وحث الحداة بها عيرها، ... سراعاً، إذا ما ونت تطردُ
هنالك، إما تعزي الفؤاد ... وإما على أثرهم تكمدُ
قلت: يعرف اليوم بوادي كندة، وهو أحد فر وع وادي الزرقاء، والزرقاء أحد فر وع نخلة الشامية. وكان طريق حاج العراق يأخذ في نخلة، ثم في الزرقاء ثم في غمر ذي كدة هذا.
ويحدثنا التأريخ أن قبيلة (كِنْدةَ بن عُفِير) الكهلانية القحطانية قد نزلت الحجاز مقدمها من اليمن، ومن هنا انساحت إلى نجد، حيث صار لها ملك عظيم هناك.
فلعل هذا المكان منسوب إليها، بل نص على ذلك ابن الكلبي في كتاب الافتراق.
الغُمَيرْ: تصغير غمر. محطة كانت للحجاج على المحجة العراقية، كانت تعرف بغمر ذي كندة المتقدم، ثم سمى الغُمَير تصغيراً لشأنه، ثم سمى بمكة الرَّقَّة، وهو اسمه اليوم، وبقي الوادي يسمى وادي كندة كما تقدم، وإنما تغير اسم المحطة فقط.
قال صاحب المناسك: من ذات عرق إلى الغمير سبعة أميال، والغُمَير عين جارية وبركة يجتمع فيها ماء العين.
ثم أورد من أرجوزة وهب الحجية:(١)
ثم مضت إلى الغمير عامدة ... قد جهدت، وهي تخب جاهدة