للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قلت: وغدير خُمّ معروف بقرب الجُحْفَة، وكان لعامر بن كريز زراعة هناك، ولعل أحد أبنائه ورثها فأطلق ابن أبي ربيعة اسم قصر ابن عامر على بناء كان يملكه ابن عامر ذاك.

قُعَيْقَعانِ: بضم القاف وفتح المهملة وكأنه تصغير قَعْقَعَان: هو الجبل الضخم المشرف على المسجد الحرام من الشمال والشمال الغربي، ممتداً بين ثنيتيْ: كَدَاء، وكُدًى -بالقصر- بين وادي إبراهيم شرقاً ووادي ذي طوى غرباً.

ولا يعرف اليوم اسم قعيقعان إنما يسمى بأسماء كثيرة: فطرفه الشمالي الغربي يسمى جبل العبادى، والشرقي المشرف على ثنية كَدَاء (الحُجُون) والمشرف على مقبرة المَعْلاه يسمى جبل السُّلَيمانية، نسبة إلى حي السليمانية المنسوب إلى الشيخ محمد بن سليمان المغربي، أما جزؤه الجنوبي فجبله يسمى (جبل هِندِي) وشرقه المتصل بريع الفلق -فلق ابن الزبير- إلى جوفه غيذم يسمى جبل الفلق، ويسمى طرفه المشرف على حارة الباب جبل المطابخ، وطرفه المشرف على ثنية كُدًى -بالقصر- ريع الرَّسَّام اليوم يسمى قرناً، وما أشرف على دحلة الموارعة بجرول يسمى جبل السودان، وبين الفلق والقرارة له عدة أجزاء: جبل القرارة، وجبل فلفلة، وجبل النَّقا.

وقال الأقدمون في سبب تسميته: إن جُرْهم وقَطُوراء -حيان سكنا مكة- تحاربت بمكة، فخرجت جرهم وعلى رأسها مضاض ابن عمرو الجرهمي من قُعَيْقِعَان فقعقع السلام، فسمي الجبل قعيقعان. وخرجت قَطوراء من أجياد على الخيل فسمي أجياد. قال عمر بن أبي ربيعة المخزومي: (١)

قامت تراءى بالصِّفَاحٍ كأنما ... عمداً تريد لنا بذاك ضرارا


(١) ديوانه ص ١١٧ - ١١٩.

<<  <   >  >>