كأن ثِقالَ المِزن بين تُضَارعٍ ... وشابة برك من جُذَام لبيجُ
قال المتقدمون:
هو جبل لكنانة. وخلط بعضهم بينه وبين تضارع المدينة -جماء تضارعه-.
وأقول: شعر أبو ذؤيب على تضارع كنانة، وربما تَضْرُع الآتي أو مجاور له، ولا يبعد أن يكون جمعاً.
وقوله: شابة: -بالباء الموحدة- صوابه: شامة -بالميم- وهو جبل يذكر دائماً مع طفيل فيقال: شامة وطفيل، فشامة جبل جنوب غربي مكة على قرابة ثمانين كيلاً، أو أكثر قليلاً، قرب الطريق الجديدة اليوم. أما شابة -بالباء- الموحدة- فهو جنوب شرقي المدينة بعيداً عنها ولا زال معروفاً هناك. ولم أعثر على تضارع، غير أن جنوب غربي مكة على "٣٥" كيلاً جبال تعرف بالضُّرُوع، تشرف على وادي عُرَنَة من الجنوب، لخزَاعة، ولا أستبعد أن تكون جمع تضارع، أو جمع تضرع، أي مرادفة لتضارع جمع تَضْرُع: بفتح التاء المثناة فوق وسكون الضاد المعجمة وضم الراء وعين مهملة.
قال كُثَيِّر الخُزَاعي صاحب عَزَّة:
تفرق أهواة الحجيج إلى مِنىً ... وصدعهم شعب النَّوَى مشي أربعِ
فريقان: منهم سالك بطن نخلة ... ومنهم فريق سالك حزْمَ تَضْرُعِ