فتعودت أن تدس يدها في إبطه كلما عاد فتجد ما تعودت عليه.
وفي ذات مرة لم يجد تأبَّط ما يقدمه لأمه فأراد أن يداعبها فقبض على حَيّة خلّ فيها بشوكة فتأبطها؛ وعندما مدت الأم يدها إلى إبطه سمعت فحيح الحية، فقالت: ما هذا؟ لقد تأبَّطت شرّاً يا بني! فسمى من يومها تأبط شرّاً.
رَخَمة: جاء في معجم البلدان: واحدة الرَّخَم -طير معروف-: ماء بتهامة، وقال الأصمعي: رخَمَة ماء لبني الدئل خاصة، وهو بجبل يقال له طَفِيل، ثم يقول: رَخمْة والهزوم وألبان: بلاد لبني لحيان من هذيل.
وأقول: رخَمَة -بالتحريك- هو أسفل وادي البيضاء جنوب مكة على "٤٥" كيلاً. يصب في وادي الأبيار، ثم يذهب ماؤها إلى خبت طفيل، وهي لا زالت لكنانة. أما ألْبان، فهي جمع لَبَن: جبلان يجاوران رَخَمَة من الشمال، لخزاعة.
الرَّدْم: يسمى ردم بني جمُحِ، ويسمى ردم بني قُرَاد، قالوا في سبب تسميته: إن بني جمُح وبني محُارِب -وكلاهما من قريش- قد اقتتلوا بمكة، فردمت بنو جمُح على قتلاها هناك فسمي بذلك، فقال أحدهم:
سأحبس عَبْرة وأفيض أخرى ... إذا جاوزت رَدْم بني قُراد
قلت: موضع هذا الردم أول شارع الجودرية مما يلي المعلاه، إذا افترق شارع الجودرية الذي في نهايته المدعي عن شارع الغَرَّة، فذلك هو الرَّدْم. والردوم في مكة كثيرة، منها: ردم آل عبد الله بن أَسِيد، قرب أذاخر، كانوا يدفنون موتاهم فيه، وفيه دفن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، زمن تولى الحجاج على مكة. وردم الحذائين: كان قرب المروة.