وهذا لا يزال معروفاً، يصل بين مسفلة مكة وجبل ثَوْر جنوب المسجد الحرام. أما المقصور فيعرف اليوم بريع الرسَّام، ذلك أن باب جُدَّة كان فيه، وفيه كان يؤخذ الرَّسم على البضائع الداخلة عن طريق جدة، وسمي الحي الذي قام عند هذا الباب حارة الباب، ثم نقل باب جدة إلى جرول، حيث يسمى اليوم البيبان، نسبة إلى باب جدة الأخير. وقال حسان رضي الله عنه يهدد قريشاً:
عدمنا خلينا إن لم تروها ... تثير النَّقعَ موعدُها كَدَاء
وقال أبو سعيد -المذكور آنفاً- يرثي بني أميَّة أيضاً لما زالت دولتهم:
بكيت وماذا يرد البُكا ... وقل البُكاءُ لقتلي كدا
أصيبوا معاً فتولّوا معاً ... كذلك كانوا معاً في رخا
الكَرَاب: بفتح الكاف وتخفيف الراء وآخره موحدة.
جبال لهذيل تجاور عَرْوان من الشمال مياهها في دُفاق وضيم، ولها شعاب بهذا الاسم يأخذها طريق بين تهامة والطائف، ذكرها المتقدمون باسم الكراث، وهو خطأ، إنما هي بالموحدة لا بالمثلثة.
قال ساعدة بن جؤية الهذلي:
وما ضرب بيضاء يسقي دبوبها ... دفاق فعروان الكراب فضيمها