للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عاهد الله إنْ نجا ملمنايا ... ليعودنَّ بعدها حِرْمِيا

يسكن الخَلّ والصِّفَاح ومرّاً (١) ... وسَلْعاً وتارة نجديا

وقوله: وسلعاً. أوهم بعض المتقدمين بأنه من المدينة، غير أن بمكة سلعاً كسلع المدينة، وهو: جبل تراه من الصفاح جنوباً عدلاً بينك وبين عَرَفَة، وهو غير عظيم الارتفاع يظلله من الغرب جبل الطارقي، ويحف به من الشرق سيل عرنة. ومنه ترى الحُلَيَّات التي يذكرها عمر بن أبي ربيعة شمالاً إلى الشرق، ترى من يقف عليها. وكان الحسين بن علي رضي الله عنه تجهز إلى العراق، فوافاه الفَرَزْدَقُ في الصِّفاح، فسأله عن أهل العراق، فقال الفَرَزْدق: قلوبهم معك وسيوفهم مع بني أُميَّة.

فلما فارقه أنشد:

لقيت الحسينَ بأرض الصفاح ... عليه اليلامقُ واللمم

خُمٌّ: بضم الخاء المعجمة، وميم: بئر كانت بمكة. قيل: هي لكِلاَب ابن مُرَّة أبي قُصيِّ، وقيل: حفرها وحفر رم، عبد شمس بن عبد مناف، وقال:

حفرت خُمّاً، وحفرت رُمّا ... حتى ترى المجدَ لنا قد تَمّا (٢)

وقيل: خُمّ: بئر قريبة من الميثب، وكان الناس يأتون خُمّاً في الجاهلية والإسلام يتنزهون. (٣)

قلت: خُمّ -اليوم:- شعبتان جنوب المسجد الحرام على قرابة


(١) في الأصل (مران) ولا وجه له.
(٢) معجم البلدان (خم).
(٣) أخبار مكة ٢١٤.

<<  <   >  >>