فيها صلة رحم إلا قبلتها. فكان صلح الحديبية، ثم تلاه الفتح الأكبر -فتح مكة-.
المُحَصِّب: بضم الميم وفتح الحاء المهملة وتشديد الصاد المهملة أيضاً، مع الكسر ويروى بالفتح، ثم موحدة تحتية:
اختلف المتقدمون في تحديده، فقال بعضهم هو من شعب عمرو -الملاوي اليوم- إلى شعب بني كنانة، قرب البياضية، وقال آخرون: هو خيف بني كنانة، وحده من الحجون إلى مِنىً.
وقال غيرهم: هو موضع رمي الجمار، ذلك أن حصى الجمار يسمى الحصباء، واستدل بالشاهد الآتي "ترمي جمار المحصب" والذي أراه أن المحصب هو المكان الذي تنتظم فيه الجمرات الثلاث، فهو يخصص من منى بالمحصب، ومنى يشمل المحصب وخيف بني كنانة، حيث مسجد الخيف، من منى.
ومن قال: إن خيف بني كنانة قرب الحجون فقد أخطأ.
قال الحارث بن خالد المخزومي:(١)
يا دار أقفر رسمها ... بين المحصب والحجون
أقوت وغير آيها ... مر الحوادث والسنين
وهذا يشهد أنه بعيد من الحجون، بحيث يكون بينهما حوز.
وقال أحمر الرأس السلمي:
عكوفاً وقوفاً بالمحصب من منى ... يديرون شمساً إن يحين ظلامها