للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعم الفتى غادرتُم برخمان ... من ثابت بن جابر بن سفيان

يجُدّل القِرْن ويروي الندمان ... ذو مأقَطٍ يحمي وراء الإخوان

ثم ألقته بنو قُريم في غار في الحُرَيْضة، فقالت أمه أيضاً:

قتيل ما قتيل بني قُرَيم ... إذا ضَنَّت جمُادَى بالقطارِ

فتى فَهْمٍ جميعاً غادروه ... مقيماً بالحُريضة من نمار

وسيذكر نمار في بابه.

واسم "تأبَّط شرّاً" ثابت بن جابر بن سفيان الفهمي، وكانت فهم مع أخوتهم عدوان بنواحي الطائف حتى حدثت بينهم حروب أجلت فهماً، فنزلت على بني صاهلة الهذليين، فلما تكاثرت أخذت تستولي على بعض ديار هذيل، وفي شعر هذيل. تشكى من ذلك، وهذا قَيْس بن العيزارة الهذلي يقول:

أرى حُثُناً أمسى ذليلاً كأنه (١) ... تُراثٌ وخلاه الصعاب الصعاترُ

وكاد يوالينا ولسنا بأرضهمِ ... قبائل من فهْم وأفصى وثابِرُ

ثم صار بين هذيل وفهم عداء، كما يحدث بين المتجاورين، توج هذا العداء بقتل مغوار بني فهم تَأبَّط شرّاً.

وقالوا في سبب تسمية تأبَّط شرّاً بهذا الاسم: أنه كان رضياً حفياً بأمه، وما كان يعود إلا بإبطه لحم صيد مشوي يطعمه أمه،


(١) انظر حثنا.

<<  <   >  >>