يأجج: يسيل من جبال بَشْم وما حولها ثم يدفع غرباً يوازي سرف فيصب في مر الظهران من الضفة اليسرى أيضاً، عند دف خزاعة. وخزاعة: قبيلة لا زالت معروفة هناك، وهو لبني لحيان. وادي فَخّ: من أكبر روافد مر الظهران بعد النخلتين: يأخذ مياه حراء وثنية خلّ ثم يمر ببعض أحياء مكة فيدفع عند الحديبية، وهو وادي الشهداء ووادي بلدح ووادي فخ، أسماء لمسمى واحد. ووادي مر الظهران كثير العيون ولذلك يسمى عند كل عين كبيرة بها، وقد قدمنا ذلك.
"تاريخ مر الظهران"
تاريخ مر الظهران يملأ كتاباً لا بحثاً صغيراً كهذا، إلاّ أنَّ لكل شيء أساساً، والتاريخ يؤسس على أهم الوقائع، وأول ما شاهدنا من تاريخ مر الظهران قول قدمائنا:
إن قبائل الأزد اليمانية عندما تهدم سد مأرب هاجرت إلى الشمال فكان منها: أزد غسان سارت على الساحل، وأزد شَنُوءَة سارت على السراة، وأزد عُمان سارت إلى عُمان، وعندما وصلت أزد غسان إلى مر الظهران تخلفت عنها خُزاعة. وشاهده من قول عون ابن أيّوب الأنصاري:
فلما هبطنا بطنَ مرٍّ تخزَّعتْ ... خُزَاعة عنا في حلولٍ كراكر
ثم قويت خزاعة فحالفت مضر واستولت على البيت ونفت جرهم، فلما قام قُصي بن كِلاب،