ابن أمية وسهيل بن عمرو، فهزمهم خالد بن الوليد، فمر منهزماً حتى دخل بيته، وقال لامرأته: هل من مخش؟ فقالت: أين الخادم؟ قال:
إنك لو شهدتِ يوم الخَنْدَمهْ ... إذ فر صفوان وفر عكرمهْ
واستقبلتنا بالسيوف المُسلِمهْ ... يقطعن كل ساعد وجمجُمه
لهم نهِيتٌ خَلْفنا وهَمْهمهْ ... ضرباً فلا تسمع إلا غَمغَمهْ
لم تنطقي باللوم أدنى كلمهْ
قلت: وقوله: فهزمهم خالد بن الوليد، هذا ناتج عما لخالد في نفوس المسلمين من البطولة، فلا يكادون يجهلون قائداً أحدث مثل هذا حتى يتبادر إلى أذهانهم اسم خالد، رضي الله عنه، وهذا وهم، لأن خالداً دخل مع (كُدَى) المعروف اليوم بريع الرسام، وكان سيره على طول الشارع المعروف اليوم بشارع خالد بن الوليد، وفيه مسجد ينسب إليه رضي الله عنه، وهذا غرب المسجد الحرام، ومعروف أن جيوش الفتح أحاطت بمكة من ثلاث جهات: أذاخر حيث دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكداء -بالفتح- حيث دخل الزبير وكتائب من الأنصار، وكُدَى -بالضم والقصر- حيث دخل خالد. فاجتمعت في المسجد الحرام. فكيف يقاتل خالد في الخندمة في أعلى مكة؟ وقال بُدَيل بن عبد مناة بن أم أصرم يخاطب أنس بن زنيم الديلي: