لحا الله لحيانَ فليست دماؤهم ... لنا بَقتيليْ غدرة بوفاءِ
همُ قتلوا يوم الرَّجِيع ابن حُرّةٍ ... أخا ثقةٍ في وده وصفاءِ
فلو قتِلوا يوم الرَّجيع بأسرهم ... بذي الدَّبْر ما كانوا له بكفاءِ
قتيلٌ حمته الدَّبْر بين بيوتهم ... لدى أهل كفر ظاهر وجفاءِ
وذو الدَّبْر: هو عاصم بن ثابت الأنصاري ويسمى حميّ الدَّبْر، أي الذي حماه الدَّبر، والدبرة: بفتح الدال الهملة حشرة أكبر من النحلة شديدة اللسع، فأرادت لحيان أن تحتز رأسه لتبيعه على كفار قريش ببعض قتلاهم يوم بَدْر، فحماه الدَّبر حتى سال الوادي فاجترف جثته.
ولذلك يقول الأحوص مفتخراً:
أنا ابن الذي حمت لحمه الدَّبْر ... قتيلُ لحيان يوم الرَّجيع
وقال حسان أيضاً:(١)
صلّى الإله على الذين تتابعوا ... يوم الرَّجيع فأُكرِموا وأُثيبوا
رأس الكتيبة (مَرْثَدٌ) وأميرهم ... وابن البُكَير إمامهم و (خبَيب)
وابنٌ لطارق وابن دَثنة منهم ... وافاه ثم حِمامه المكتوب