للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فلا نفقة ولا سكنى إلا أن تكونا حاملتين١، وتجب على الولد الموسر لولده المعسر والعكس٢، على السيد لمن يملكه٣، ولا تجب على القريب لقريبه إلا من باب صلة الرحم المشروعة٤، ومن وجبت نفقته وجبت كسوته وسكناه٥.


١ للحديث الذي أخرجه الإمام مسلم "٢/ ٢٢٧ رقم ٤١/ ١٤٨٠" أن أبا عمرو بن حفص بن المغيرة خرج مع علي بن أبي طالب إلى اليمن. فأرسل إلى امرأته فاطمة بنت قيس بتطليقة كانت بقيت من طلاقها. وأمر لها الحارث بن هشام وعياش بن أبي ربيعة بنفقة فقالا لها: والله مالك نفقة إلا أن تكوني حاملًا، فأتت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فذكرت له قولهما، فقال: "لا نفقة لك".
٢ لحديث عائشة في هامش"ص١٣٤". وأما وجوب نفقة الوالد المعسر على ولده الموسر، فللحديث الذي أخرجه أبو داود "٣/ ٨٠٠ رقم ٣٥٢٨" والنسائي "٧/ ٢٤٠ رقم ٤٤٤٩" وابن ماجه "٢/ ٧٦٨ رقم ٢٢٩٠" والترمذي "٣/ ٦٣٩ رقم ١٣٥٨" وقال: حديث حسن صحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولد الرجل من كسبه" وهو حديث صحيح.
٣ للحديث الذي أخرجه البخاري "١٠/ ٤٦٥ رقم ٦٠٥٠" ومسلم "٣/ ١٢٨٢ رقم ١٦٦١" عن المعرور بن سويد، قال: مررنا بأبي ذر بالربذة، وعليه برد وعلى غلامه مثله. فقلنا: يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة. فقال: إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام. وكانت أمه أعجمية، فعيرته بأمه، فشكاني إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فلقيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية". قلت: يا رسول الله، من سب الرجال سبوا أباه وأمه. قال: "يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية، هم إخوانكم، جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون، وألبسوهم مما تلبسون، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم".
الربذة: هي موضع بالبادية، بينه وبين المدينة ثلاث مراحل. وهو في شمال المدينة سكنه أبو ذر رضي الله عنه، وبه كانت وفاته فدفن فيه. إنك امرؤ فيك جاهلية: أي هذا التعبير من أخلاق الجاهلية. فقيل: خلق من أخلاقهم.
٤ لعدم ورود دليل يخص ذلك، بل جاءت أحاديث صلة الرحم وهي عامة:
منها: ما أخرجه البخاري "١٠/ ٤١٧ رقم ٥٩٨٨" ومسلم "٤/ ١٩٨٠ رقم ٢٥٥٤" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إن الرحم شجنة من الرحمان. فقال الله: من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته".
ومنها: ما أخرجه البخاري "١٠/ ٤١٥ رقم ٥٩٨٦" ومسلم "٤/ ١٩٨٢ رقم ٢٥٥٧" عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه".
ينسأ: أي يؤخر. أثره: الأثر الأجل؛ لأنه تابع للحياة في أثرها.
٥ لما يستفاد من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتقدمة. انظر هامش "ص١٣٤".

<<  <   >  >>