وللحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٩١ رقم ٦١٣" والنسائي "٢/ ٢٥ رقم ٦٧٧" واللفظ له، عن علقمة بن أبي وقاص قال: إني عند معاوية إذ أذن مؤذنه، فقال معاوية: كما قال المؤذن حتى إذا قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، فلما قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقال بعد ذلك ما قال المؤذن، ثم قال: "سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول مثل ذلك". وأما ما يقال بعد النداء: فقد أخرج البخاري "٨/ ٣٩٩ رقم ٤٧١٩"، وأبو داود "١/ ٣٦٢ رقم ٥٢٩" وابن ماجه "/٢٣٩ رقم ٧٢٢" والترمذي "١/ ٤١٣ رقم ٢١١" والنسائي "٢/ ٢٦ رقم ٦٨٠"، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة". ٢ للحديث الذي أخرجه البخاري "٢/ ٨٢ رقم ٦٠٥" ومسلم "١/ ٢٨٦ رقم ٢/ ٣٧٨" عن أنس رضي الله عنه قال: "أُمِرَ بلالٌ أن يَشفَع الأذان وأن يوتر الإقامة إلا الإقامة". وقد أغفل المؤلف أمورًا تتعلق بالأذان والإقامة: ١- يستحب للمؤذن أن يؤذن وهو قائم؛ لقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يا بلال قم فناد بالصلاة"، وهو حديث صحيح أخرجه البخاري رقم "٦٠٤" ومسلم رقم "٣٧٧". ٢- يستحب للمؤذن أن يؤذن وهو مستقبل القبلة، قال ابن المنذر في "الأوسط" "٣/ ٢٨ م ٣٥٣": "أجمع أهل العلم على أن السنة أن تستقبل القبلة بالأذان" اهـ. ٣- يستحب إدخال الأصبع في الأذن عند الأذان؛ لحديث أبي جحيفة قال: رأيت بلالًا يؤذن ويدور، ويتبع فاه ها هنا، وها هنا، وإصبعاه في أذنيه" وهو حديث صحيح أخرجه الترمذي رقم "١٩٧" وابن ماجه رقم "٧١١" وانظر الإرواء "٢٣٠". ٤- يستحب للمؤذن أن يلتفت برأسه وعنقه يمينًا، عند قوله: "حي على الصلاة" وشمالًا عن قوله: "حي على الفلاح"؛ لحديث أبي جحيفة قال: أتيت النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بمكة، وهو بالأبطح في قبة له حمراء من أدم، قال: فخرج بلال بوضوئه، ممن نائل، وناضح، قال: فخرج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعليه حلة حمراء كأني أنظر إلى بياض ساقيه. قال: فتوضأ وأذن بلال. قال: فجعلت أتتبع فاه ها هنا وها هنا "يقول: يمينًا وشمالًا" يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح ... " وهو حديث صحيح أخرجه البخاري رقم "٦٣٤" ومسلم رقم "٢٤٩/ ٥٠٣"