للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكلها مجزئة١، وإذا اشتد الخوف، والتحم القتال، صلاها الراجل والراكب ولو إلى غير القبلة ولو بالإيماء٢.


= رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فكبروا جميعًا الذين معه والذين يقابلون العدو ثم ركع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعة واحدة، وركعت معه الطائفة التي تليه، ثم سجد وسجدت الطائفة التي تليه، والآخرون قيام مقابل العدو، ثم قام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقامت الطائفة التي معه فذهبوا إلى العدو فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابل العدو فركعوا وسجدوا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قاعد ومن معه، ثم كان السلام فسلم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسلموا جميعًا فكان لرسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ركعتان ولكل رجل من الطائفتين ركعتان ركعتان.
ومنها: صلاة الإمام بكل طائفة ركعة وانتظاره لقضاء كل طائفة ركعة؛ للحديث الذي أخرجه البخاري "٧/ ٤٢١ رقم ٤١٢٩"، ومسلم "١/ ٥٧٥ رقم ٨٤٢" عن صالح عن خوات، عمن صلى مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم ذات الرقاع، صلاة الخوف أن طائفة صفت معه، وطائفة وجاه العدو. فصلى بالذين معه ركعة، ثم ثبت قائمًا وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا فصفوا وجاه العدو. وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت. ثم ثبت جالسًا. وأتموا لأنفسهم ثم سلم بهم.
يوم ذات الرقاع: هي غزوة معروفة. كانت سنة خمس من الهجرة بأرض غطفان من نجد. سميت ذات الرقاع؛ لأن أقدام المسلمين نقبت من الحفاء. فلفوا عليها الخرق. هذا هو الصحيح في سبب تسميتها. صفت معه: هكذا هو في أكثر النسخ. وفي بعضها: صلت معه. وهما صحيحان.
١ لأنها وردت على أنحاء كثيرة، وكل نحو روي عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فهو جائز يفعل الإنسان ما هو أخف عليه وأوفق بالمصلحة حالتئذٍ.
٢ للحديث الذي أخرجه البخاري "٨/ ١٩٩ رقم ٤٥٣٥"، عن ابن عمر في تفسير سورة البقرة بلفظ: "فإن كان خوف هو أشد من ذلك صلوا رجالًا قيامًا على أقدامهم أو ركبانًا مستقبلي القبلة أو غير مستقبليها". وهو في صحيح مسلم "١/ ٥٧٤ رقم ٣٠٦/ ٨٣٩" من قول ابن عمر بنحو ذلك.

<<  <   >  >>