سَحَاب إِحْسَان كَانَ بَعيدا عَلَيْهَا هطله فقد كفيت الخواطر الشَّرِيفَة مَا كَانَت بِهِ على اهتمامها كَمَا يجب للْأمة على إمامها وَإِلَيْهِ بتفويض الله يرجع أمرهَا وَبِيَدِهِ يجلب نَفعهَا ويجلى ضرها وَقد تَجَدَّدَتْ للدولة الشَّرِيفَة قُوَّة واستظهار وبسطة واقتدار وَسيف بِهِ يناضل من يسيء الْجوَار ولسان يُجَادِل بِهِ من يُرِيد الدَّار
وَكَانَ الْخَادِم طالع بوصول الأسطول الْمصْرِيّ إِلَى الشَّام الفرنجي وَمَا فعله فِي موانيه وسواحله وَمَا غنمه من مراكبه وقوافله وَورد كتاب من مصر بِأَنَّهُ كسب بطسة فرنجية خرج من فِيهَا هَارِبا من الْقُسْطَنْطِينِيَّة لفتنة وَقعت فِيهَا بَين رومها وفرنجها فَقتل مِنْهُم خَمْسُونَ ألف فرنجي وأفلتت مِنْهُم بطس مِنْهَا هَذِه البطسة وفيهَا رجال أكَابِر ومقدمون لَهُم فِيهَا ذكر سَائِر وغنم المجاهدون مِنْهُم مَا مَلأ أَيْديهم من سبي وذخائر وانقلبوا بِنِعْمَة من الله وَفضل وحازت القبضة من الْأُسَارَى مَا يزِيد على أَربع مئة بعد من درج بِالْقَتْلِ
[فصل]
قَالَ الْعِمَاد ثمَّ كَاتب السُّلْطَان الْمُلُوك بالوفود للاتفاق فَمن جَاءَ مستسلما سلمت بِلَاده على أَن يكون من أجناد السُّلْطَان وَأَتْبَاعه فِي جِهَاد الْكفَّار فجَاء رَسُول صَاحب حصن كيفا بالإذعان وَهُوَ نور الدّين