فِي سنة سِتّ وَسبعين وَخمْس مئة وَقد ضعضع الْعَالم
فصل فِي عمَارَة حصن بَيت الأحزان ووقعة الهنفري
قَالَ الْعِمَاد وَفِي مُدَّة مقَام السُّلْطَان على بعلبك واشتغاله بِهِ انتهز الفرنج الفرصة فبنوا حصنا على مخاضة بَيت الأحزان وَبَينه وَبَين دمشق مَسَافَة يَوْم وَبَينه وَبَين صفد وطبرية نصف يَوْم وَقيل للسُّلْطَان مَتى أحكم هَذَا الْحصن تحكم من الثغر الإسلامي الوهن وغلق الرَّهْن
فَيَقُول إِذا أتموه نزلنَا عَلَيْهِ وهدمناه إِلَى الأساس وجعلناه من الرسوم الأدراس
فَكَانَ الْأَمر بعد سنة على مَا جرى على لَفظه من عدَّة حَسَنَة
فَلَمَّا انْقَضى أَمر بعلبك وصل السُّلْطَان دمشق فَأَقَامَ بهَا وَأمر الْحصن من همه وَقصد حصاره من عزمه وَكَانَ الْعَام مجدبا والجدب عَاما وَقيل للسُّلْطَان لَيْسَ هَذِه سنة جِهَاد فَإِن استمنحوك السَّلامَة فامنح وَإِن جنحوا للسلم فاجنح
فَقَالَ السُّلْطَان إِن الله أَمر بِالْجِهَادِ وكفل بالرزق فَأمره وَاجِب الِامْتِثَال ووعده ضَامِن الصدْق فنأتي بِمَا كلفنا لنفوز بِمَا كفله وَمن أغفل أمره أغفله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute