(لما ملكت حصون أنطاكية ... يئس الصَّلِيب وَحزبه من مظهر)
(أرديت كل مثلث متكبر ... بموحد متواضع فمكبر)
(برزت إِلَى برزيه عزمتك الَّتِي ... مدت يدا عَن مطلب لم يقصر)
(فتناولته بأيدها من باذخ ... فِي الْأُفق ذِي مثل يروع مسير)
(فأنهد لصور فَهِيَ أحسن صُورَة ... فِي هيكل الدُّنْيَا بَدَت لمصور)
(مَا سور صور عَاصِم مِنْهُ وَهل ... سور المعاصم عَاصِم لمسور)
فصل فِي فتح حصن دربساك
قَالَ القَاضِي ابْن شَدَّاد ثمَّ سَار السُّلْطَان حَتَّى أَتَى جسر الْحَدِيد وَأقَام عَلَيْهِ أَيَّامًا وَسَار حَتَّى نزل على دربساك يَوْم الْجُمُعَة ثامن شهر رَجَب وَهِي قلعة منيعة قَرِيبه من أنطاكية يسر الله فتحهَا فَنزل عَلَيْهَا وقاتلها قتالا شَدِيدا بالمنجنيقات وضايقها مضايقة عَظِيمَة وَأخذ النقب تَحت برج مِنْهَا وَتمكن النقب مِنْهُ حَتَّى وَقع وحموه بِالرِّجَالِ والمقاتلة ووقف فِي الثغرة رجال يحمونها عَمَّن يصعد فِيهَا
قَالَ وَلَقَد شاهدتهم وَكلما قتل رجل مِنْهُم قَامَ غَيره مقَامه وهم قيام عوض الْجِدَار مكشوفين وَاشْتَدَّ الْأَمر حَتَّى طلبُوا الْأمان واشترطوا مُرَاجعَة أنطاكية وَكَانَت الْقَاعِدَة أَن ينزلُوا بِأَنْفسِهِم وَثيَاب أبدانهم لَا غير ورقي عَلَيْهَا الْعلم الإسلامي يَوْم الْجُمُعَة أَيْضا ثَانِي عشري رَجَب وَأَعْطَاهَا علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وَسَار عَنْهَا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute