وَفتح أَيْضا جَمِيع إقليم أنطاكية ومعاقلها الَّتِي للفرنج والأرمن وَحده من أقْصَى بِلَاد جبلة واللاذقية إِلَى بِلَاد ابْن لاون وَبقيت أنطاكية بمفردها والقصير من حصونها وَلم يبْق من الْبِلَاد الَّتِي لم تفتح أَعمالهَا وَلم تحل عَمَّا كَانَت عَلَيْهِ حَالهَا سوى طرابلس فَإِنَّهَا لم يفتح مِنْهَا إِلَّا مَدِينَة جبيل وَقد سحبت عَلَيْهَا المهلة الذيل ومعاقلها بَاقِيَة وَلَيْسَ لَهَا من عَذَاب الله الْوَاقِع واقية
وَالْخَادِم الْآن على التَّوَجُّه إِلَيْهَا وعزم النُّزُول عَلَيْهَا وَأَنه قد رتب الْجَانِب القبلي والبلد الْقُدسِي وشحن الثغور من حد جبيل إِلَى عسقلان بِالرِّجَالِ وَالْأَمْوَال وآلات الْعدَد وَالْعدَد المتواصل المدد ورتب فِيهَا وَلَده الْأَفْضَل عليا لحمايتها وَحفظ ولايتها وقلد وَلَده الْعَزِيز عُثْمَان ولَايَة مصر ومملكة أقاليمها لتهذيب أحوالها وتقويمها
فصل فِي بَاقِي حوادث هَذِه السّنة
قَالَ الْعِمَاد وَلما فرغ السُّلْطَان من شغل القلاع وَنزل إِلَى الوهاد من التلاع تجدّد للأجل الْفَاضِل عزم مصر فَركب السُّلْطَان مَعَه للوداع ثمَّ تحول إِلَى صحراء بيسان وَأقَام بهَا إِلَى مستهل ذِي الْحجَّة ثمَّ رَحل يَوْم الْجُمُعَة مستهل الشَّهْر وَمَعَهُ أَخُوهُ الْعَادِل وسلكا طَرِيق الْغَوْر إِلَى الْقُدس وَوَصله يَوْم الجمعه ثامن الشَّهْر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute