وَمن كتاب فاضلي أما هَذَا الْبَيْت فَإِن الْآبَاء مِنْهُ اتَّفقُوا فملكوا وَإِن الْأَبْنَاء مِنْهُم اخْتلفُوا فهلكوا وَإِذا غرب نجم فَمَا فِي الْحِيلَة تشريقه وَإِذا بَدَأَ خريق ثوب فَمَا يَلِيهِ إِلَّا تمزيقه وهيهات أَن يسد على قدر طَرِيقه وَقد قدر طروقه وَإِذا كَانَ الله مَعَ خصم على خصم فَمن كَانَ الله مَعَه فَمن يطيقه
[فصل]
بعد انْتِهَاء هَذَا الْكتاب وإسماعه مرّة وقفت على مَا حسن لي إِلْحَاقه بِهَذَا الْكتاب من ذَلِك أَن القَاضِي الْفَاضِل كتب فِي سنة ثَلَاث وَتِسْعين إِلَى القَاضِي محيي الدّين بن الزكي كتابا قَالَ فِيهِ وَمِمَّا جرى فِي هَذِه الْمدَّة من المثلات الْجَارِيَة والمعضلات العادية بَأْس من الله طرق بياتا وَنحن نيام وَظن النَّاس أَن الْيَوْم الْمَوْعُود قد طرق فِي اللَّيْل الْمَمْدُود فَإِذا هم قيام إِن الله تَعَالَى أَتَى بساعة كالساعة كَادَت تكون للدنيا كساعة فِي الثُّلُث الأول من لَيْلَة الْجُمُعَة تَاسِع عشري جُمَادَى الْآخِرَة وَذَلِكَ أَنه أَتَى عَارض فِيهِ ظلمات متكاثفة وبروق خاطفة ورياح عَاصِفَة قوي ألهوبها وَاشْتَدَّ هبوبها وَارْتَفَعت لَهَا صعقات