للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وأريتهم لما التقى الْجَمْعَانِ ... بِالْبَيْتِ الْمُقَدّس هول يَوْم الْمَحْشَر)

(ورددت دين الله بعد قطوبه ... بِالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى بِوَجْه مُسْفِر)

(وأعدت مَا أبداه قبلك فاتحا ... عَمْرو فَأَنت شَرِيكه فِي المتجر)

(حَتَّى جمعت لمعشر الْإِسْلَام ... بَين الصَّخْرَة الْعُظْمَى وَبَين الْمشعر)

(فلصخرة الْبَيْت الْمُقَدّس كفؤها ... الْحجر الْمفضل عِنْد أفضل معشر)

(فَكَأَنَّهُ إِنْسَان عين صُورَة ... يلقاك أسوده بِمَعْنى أنور)

فصل فِي حِصَار صور وَفتح هونين وَغير ذَلِك

قَالَ الْعِمَاد ثمَّ إِن السُّلْطَان مَا زَالَ مُقيما بِظَاهِر الْقُدس يُحَقّق الآمال وَيفرق الْأَمْوَال حَتَّى وَردت كتب سيف الدّين عَليّ بن أَحْمد المشطوب وَكَانَ نَائِب السُّلْطَان لصيدا وبيروت وهما مجاورتان لصور فَكتب يحرض السُّلْطَان على حِصَار صور فَرَحل السُّلْطَان عَن الْقُدس يَوْم الْجُمُعَة الْخَامِس وَالْعِشْرين من شعْبَان وَأخذ صوب عكا وَسَبقه إِلَيْهَا الْأَفْضَل وتقي الدّين وودع السُّلْطَان وَلَده الْعَزِيز ورده إِلَى مصر فَكَانَ آخر عَهده بِهِ

واستصحب السُّلْطَان أَخَاهُ الْعَادِل فوصلا إِلَى عكا مستهل رَمَضَان فَأصْلح من شَأْنهَا ثمَّ رَحل فَنزل على صور يَوْم الْجُمُعَة تَاسِع رَمَضَان وخيم بِإِزَاءِ السُّور بَعيدا مِنْهُ على النَّهر ومعظم الْبَلَد فِي الْبَحْر وَهِي مَدِينَة حَصِينَة متوسطة فِي الْبَحْر كَأَنَّهَا سفينة وَكَانَ المركيس الَّذِي فِي صور قد حفر لَهَا خَنْدَقًا من الْبَحْر إِلَى الْبَحْر وَبنى بواشيره وَأحكم فِي التَّعْمِير تَدْبيره وَاسْتظْهر بتكثير الْعدَد

<<  <  ج: ص:  >  >>